الصفحة الرئيسية
>
آيـــة
{إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}
لقد كان قارون من قوم موسي، فأتاه الله مالا كثيرا، يصور القرآن كثرته بأنه كنوز، والكنز هو المخبوء المدخر من المال الفائض عن الاستعمال والتداول، وبأن مفاتح هذه الكنوز تعيي المجموعة من أقوياء الرجال. من أجل هذا بغى قارون على قومه. ولم يذكر القرآن فيم كان البغي، ليدعه مجهلا يشمل شتى الصور. وعلى أية حال فقد وجد من قومه من يحاول رده عن هذا البغي، وإرجاعه إلى النهج القويم، الذي يرضاه الله في التصرف بهذا الثراء، {لا تفرح} لا تفرح فرح البطر الذي ينسي المنعم بالمال؛ وينسي نعمته، وما يجب لها من الحمد والشكران. لا تفرح فرح الذي يستخفه المال، فيشغل به قلبه، ويطير له لبه، ويتطاول به على العباد.{إن الله لا يحب الفرحين}. فهم يردونه بذلك إلى الله، الذي لا يحب الفرحين المأخوذين بالمال، المتباهين، المتطاولين بسلطانه على الناس.
{وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة، ولا تنس نصيبك من الدنيا}. وفي هذا يتمثل اعتدال المنهج الإلهي القويم. المنهج الذي يعلق قلب واجد المال بالآخرة. ولا يحرمه أن يأخذ بقسط من المتاع في هذه الحياة، {وأحسن كما أحسن الله إليك}. فهذا المال هبة من الله وإحسان. فليقابل بالإحسان فيه. إحسان التقبل وإحسان التصرف، والإحسان به إلى الخلق، وإحسان الشعور بالنعمة، وإحسان الشكران.
{ولا تبغ الفساد في الأرض} الفساد بالبغي والظلم. والفساد بملء صدور الناس بالحرج والحسد والبغضاء، والفساد بإنفاق المال في غير وجه أو إمساكه عن وجهه على كل حال. {إن الله لا يحب المفسدين}. كما أنه لا يحب الفرحين.
المزيد |